أوّل زيارة لعبد البهاء لقرية العدسيّة كانت في عام 1914 حيث مكث فيها شهرًا كاملًا وزار خلالها الحمّة المعدنيّة. ثمّ زارها للمرّة الثّانية بعد عامين استغرقت أسبوعًا واحدًا. أمّا في زيارته الثّالثة عام 1917 حيث اشتدّت فيها أوزار الحرب العالميّة الأولى، فقد أوصى عبّاس أفندي (عبد البهاء) المزارعين البهائيّين في العدسيّة أن يبذلوا كل جهدهم في زراعة الأراضي بالحبوب بأنواعها لاستغلالها في التّخفيف من غائلة الجّوع التي فتكت بسكّان بلاد الشّام آنذاك. فكانت الحبوب تُنقل إلى حيفا بناء على أمر حضرة عبد البهاء وتُخزّن ثم توزّع على المحتاجين من سكّان حيفا وعكاء بغضّ النّظر عن انتمائهم الدّينيّ أو العرقيّ. استمرّ هذا إلى أن وضعت الحرب أوزارها.

وفي المرّة الرّابعة كانت زيارته لمدّة قصيرة جدًّا، وحينها، أبدى المزارعون هناك رغبتهم في بناء دار للعبادة في أرضهم، وقام حضرة عبد البهاء بتعيين المكان، وتمّ البناء في عام 1931 حيث كان مكانًا للعبادة واجتماع المزارعين والتشاور فيما بينهم في تطوير أسلوب الزّراعة والمنطقة. وبذلك أدّت دورها التّنمويّ وأصبحت مزارع العدسيّة من المعالم البارزة للبلاد آنذاك ولسنوات عديدة بعدها، شهد بذلك ضيوف البهائيّين في العدسيّة من الشّخصيّات الأردنيّة المرموقة في زياراتهم المتعدّدة حيث وجدوا فيها مشروعًا رائدًا يستحقّ الاهتمام وواحة غنّاء تُلهِم الزّائرين.

 

زيارة عبد البهاء